يأتي تأسيس متحف المسكوكات في في جامعة اليرموك استكمالاً للدور الريادي الذي يقوم به متحف التراث الأردني في مجال توثيق وحفظ تراث الأردن الحضاري، وعلى الرغم من اكتشاف عدد كبير من المسكوكات في الأردن إلا أنها لم تلق العناية اللازمة من قبل الباحثين والدارسين في هذا المجال من حيث جمعها وحفظها وتوثيقها وصيانتها أو على الأقل وضعها في متاحف تتوفر فيها الشروط والمواصفات العلمية المناسبة لحفظها.
وتتمثل أهمية المسكوكات، من خلال الدلالات الهامة التي تشير إليها في مختلف النواحي الإنسانية، وخاصة الجوانب المدنية منها، لا سيما وأنها تدل على مدى تقدم الإنسان في استخدام المسكوكات كوسيلة من وسائل التبادل الإقتصادي عبر مختلف مراحل التاريخ، وتعكس طبيعة التطور التي مر بها الإنسان إزدهاراً أو تراجعاً أو
انحدارا، كما تقدم صورة واضحة عن النظم الاقتصادية والمالية والسياسية للمجتمعات المختلفة.
إن الحقيقة التي ينبغي أن نذكرها في هذا المجال هي أن أهمية المسكوكات بحد ذاتها لا يمكن إدراكها إلا إذا استطعنا أن نضعها في سياقها التاريخي والثقافي الذي اكتشفت فيه، وان ما يطالها من تزوير أو اختفاء أو ضياع أو تلف كمقتنيات ذات دلالات تاريخية وحضارية هامه، يشكل خطراً مباشراً على هذا السجل التاريخي الهام.
ويحتوي متحف المسكوكات على خزائن عرض تحتوي مسكوكات تعلوها نصوص وخرائط توثيقية باللغتين العربية والانجليزية تمثل عرضاً متكاملاً لجميع المسكوكات التي تم تداولها في الأردن إبتداً من الفترة الليدية والهلنستية والنبطية والرومانية ومدن الديكابولس والبيزنطية والإسلامية، إضافة إلى خارطة إلكترونية تبين دور ضرب العملة، ونموذج لفرن سباكة وفنون خزفية.